السبت، 20 يناير 2024

مستند وسيلة النجاة - الإجتهاد والتقليد

صدر عن دار المحجة البيضاء، كتاب:
(مستند وسيلة النجاة _ الاجتهاد والتقليد)
للعلامة الراحل السيد محمد حسن ترحيني العاملي (1953_ 2022)
وهو "عبارة عن بحوث علمية تعليقا على مبحث الاجتهاد والتقليد من كتاب "وسيلة النجاة" كان قد ألقاها سماحته على ثلّة من الفضلاء في منزله في بلدة عبا العاملية".
وقد تفضّل مجموعة من العلماء بتنقيح المسودات وتصحيحها، وإضافة ما تقتضيه ضرورات الطباعة والنشر من تخريج الأخبار وأقوال العلماء من مصادرها، فكانت لهم جهودٌ تُذكر فتُشكر.
وللكتاب تتمة حبّرتها يراعته (رض) في أبواب أخرى.



الجمعة، 29 يناير 2016

نقد تكريس الخرافة والعاطفة المجانية - مؤتمر عاشوراء

(مؤتمر عاشوراء - النص والوظيفة وإمكانيات التغيير) 

ترأس الجلسة الأولى نائب الأمين العام لجزب الله  الشيخ نعيم قاسم ،.... وعرض السيد محمد ترحيني لمصادر النص العاشورائي،
 فأشار الى انه لم يصل الينا مما كتب في القرن الثاني الا خبر عمّار الدهني عن الإمام الباقر، وأول من كتب في مقتل الإمام الحسين هو الأصبغ بن نباتة، وقال: (كل المصادر لم تستوف جميع وقائع النهضة الحسينية، لأنها نقلت ما وقع تحت مرأى ومسمع الناس، ونقلت ما كشف عنه الأئمة. ولم تتكلم هذه المصادر عما جرى داخل البيوت، وبين الإمام وأصحابه، مما لم يسمعه سامع ولم يره شخص) وأعلن ترحيني أنه في القرن السابع بدأ الإسلوب الإثاري، القائم على السجع واستدرار الدمع، وتحريك العواطف في عرض وقائع النهضة الحسينية

بين معركة بدر والنهضة الحسينيّة - السيد محمد حسن ترحيني

السيد ترحيني يحاضر  :
 بين معركة بدر والنهضة الحسينيّة
تواصل جمعية التعليم الديني الإسلامي إحياءها لذكرى عاشوراء في مجالس ونشاطات متنوعة في قاعة الجنان ، وقد تضمن المجلس الذي أقيم في السادس من محرم 1434هـ، الواحد والعشرون من تشرين الثاني 2012، البرنامج التالي:
قدّم للمجلس الأستاذ محمد مطر، الذي استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها المقرىء الأخ أنور مهدي، ثم كانت كلمة للعلّامة المحقق السيد محمد ترحيني تحت عنوان "بين معركة بدر والنهضة الحسينيّة"، أعقبها قراءة السيرة الحسينيّة من قبل خطيب المنبر الحسيني السيد أبو عاصم الموسوي.
  تناول السيد ترحيني هذا الموضوع باستهلال تحدّث فيه عن مفهوم الشهادة ، التي هي بذل للنفس بدافع الحبّ الإلهي، بحيث يكون الحبّ المذكور أكبر من حبه لنفسه، وهذا الفعل لا يقوم به إلّا الخلّص من النّاس، ممّن بلغوا مرتبة الإيثار الذي هو أعلى مراتب الجود، قال الله تعالى:  (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)   [الحشر: 9].
كما عرّف الإيثار بأنّه تقديم للغير على النفس، بما تملك النفس من أعيان وأفعال.
ثمّ بحث في خصائص الشهيد والشهادة وبيّن أنّ لفظ الشهيد هو من مختصّات الأدب القرآن واستشهد بالعديد من الآيات الشريفة والأحاديث، وأوضح أنّ الشهيد في سبيل الله هو من رأى صراعًا بين الحقّ والباطل، فناصر الحقّ.
  أما في الفرق بين معركة بدر ومعركة الطّف  فرأى أنّ معركة بدر هي فرقانيّة،  ولذا وصفها الله بيوم الفرقان ، أما الطّف فهي معركة استشهاديّة باعتبار أنّ الإصلاح إنّما هو متقوم بالفتح، بفتح العقول والقلوب حيث التلازم بينهما. كما كان هناك تلازم بين قدسيّة البيت مع قريش عند غزوة أبرهة الحبشي حيث إنهم رأوا طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل تقضي على جيش أبرهة. وهو في الواقع كان نصرًا إلهيًّا للحفاظ على حرمة البيت إلّا أنّه وقع التلازم أنّ البيت المقدس مع أهليّة قريش. ولذا اعتبرت قريش أن النبي محمد صابئ أي مرتد عن دين قريش.
  ورأى أنّ صلح الحديبيّة الذي مهّد لفتح مكة، فكّ هذا التلازم وهو ما برز جليًّا بدخول النبي(ص) مكّة من دون أن ينزل عليه طيرًا أبابيل، لو كانت قريش هي الأهل لكان قد وقع عليه العذاب، فالأولى برعاية البيت إذًا هو النبي.
 وأشار إلى أنّ  الطّف وهو الفتح الحسيني الذي حصل "من لحق بي منكم استشهد  ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح"، هو فتح الاستشهاديين، وهو ما يؤكّده وصول خبر الاستشهاديين إليه كهاني ومسلم... قبل أن يدخل إلى واقصة وعلم أنّ المسالح وضعت على الطرق العامّة والطرق الخفيّة  قبل أن يلتقي بالحر. كما علم أنّ جيشه الكوفي قد تخاذل عنه وكان عليه أن يرجع من حيث أتى، ولكنّه أقدم لا يريد هذا النصر العسكري....
  كما أجرى مقارنة بين الجيشين وفي حقيقة المعركتين بدر والطّف، حيث رأى أنّ المقارنة تكون من ناحية أهميّة الشهيد الذي خاض المعركة في كل من بدر والطّف:
فبدر كانت أول معركة في الإسلام  في حين أنّ الطف هي أول معركة من أهل الكساء.
 على الرغم من أن تاريخ الاسلام مليء بالشهداء، رأى أنّه يبقى للإمام الحسين(ع) وأصحابه خصوصية، من خلال إبراز بعضها في المقارنة بين بذور الطف وبدر، وقد تم ذلك من خلال استعراضه لبعض الآيات التي تتحدث عن القتال، خلص إلى نتيجة أنّ المسلمين في بدر كانوا يطلبون إحدى الطائفتين العير أو النصر العسكري بينما كانت الطّف أعلى رتبة وأشد ثباتًا وأفضل عملًا ، لأنّ البدريين طلبوا القافلة وفي وجل باتوا ، وكان في مقابلهم ثلاثة لواحد، وكان عندهم الماء ، وكانوا يتخففون من العيال والأولاد الطفيون طلبوا الشهادة وكانوا كدبيب النحل، تشرق ألوانهم وتهدأ جوارحهم وتسكن نفوسهم،  وكانوا في المعادلة واحد لأكثر من عشرة، وكانوا عطاشى، وكان لديهم الأطفال والنساء والشيوخومع ذلك أذن للطفيين بالانصراف  ليلة العاشر فأبوا.
 وخلص إلى أنّ للطفيين الفضل مستدلًا على ذلك في ما ورد في الأخبار الكثيرة، "وهم من محمد وآل محمد، وهم خير أنصار وأصحاب وأوفاهم وهم من خيار أمّة النبّي الأعظم وتولى الله تعالى قبض أرواحهم وقدّم لهم بعد شهادتهم ماء الحياة،وغسلت أجسادهم الطاهرة بماء الحياة وصلّت عليهم الملائكة .. وهم من سادات الشهداء يوم القيامة وسيادة الشهادة للإمام الحسين(ع)، فهو الفيصل بين الحق والباطل، وسيبقى هذا الفتح الحسيني إلى يوم القيامة".

‫النهضة الحسينية معركة استشهادية لإثبات مفاهيم قرآنية ونبوية - السيد محمد حسن ترحيني العاملي



‫النهضة الحسينية معركة استشهادية لإثبات مفاهيم قرآنية ونبوية


بقلم : العلامة السيد محمد حسن الترحيني

شهادة الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام من أهم الأحداث التي وقعت في القرن الأول الهجري .

وعُبّر عنها في العصور المتأخرة بـ (ثورة الحسين) عليه السلام وهو تعبير ليس من محله لأن الثورة قيامُ لإصلاح حالة سياسية شاذة مع أن شهادة أبي عبدالله عليه السلام قيام لإصلاح مجتمع قد تردّت حالاته الفكرية والسياسية والسلوكية فالأولى تسميتها بالنهضة .

والنهضة الحسينية نهضة معصوم عينه على اللوح المحفوظ وقلبه على صراط المستقيم فلا يشوب نهضته احتمال الأنا ولا احتمال الخطأ ولا احتمال التقصير ولا نزعة التسلط كما في ثورات الكثير من بني البشر.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم هو آخر أهل الكساء المجسّد للإيمان الكامل والعبودية التامة والفضائل الإنسانية والمحاط بدلالة القرآن على طهارته ووجوب محبته وإطاعته ومحاط بدلالة الأخبار النبوية على إمامته مما أضفى على شخصيته قداسة الأنبياء.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم ضد الشخص المجسد للكفر الكامل والفسق والباطل والمجون مع دلالة القرآن على أنه من الشجرة الملعونة ودلالة الأخبار على لعنه .

والنهضة الحسينية نهضة معصوم خرج بنفسه وعياله ونسائه وأطفاله مع قلة الناصر وكثرة المخاذل.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم أشترك فيها العربي والرومي والمولى والأبيض والأسود والرجل والمرأة والوالد والولد والزوج والزوجة والكبير والصغير حتى الرضيع والصحابي والتابعي والمجسد للقيم القرآنية كبُرير وللقيم الإنسانية كزُهير.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم تجلى فيها الكمال البشري القولي والفعلي في وقت واحد مع ان الكمال البشري القولي والفعلي والفكري والنفسي والخلقي والفردي والاجتماعي برز على صعيد الأنبياء في أوقات متفاوتة وعلى يد كل نبي برز جانب ولذا إذا عزفت الإنسانية نشيد الكمال متفرقاً على صعيد الأنبياء في أوقات متعددة فقد عزفت الإنسانية نشيد الكمال موحداً في وقت واحد على يد معصوم واحد فكان النهضة الحسينية.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم كان الصراع فيها بين حقٍ مجردٍ عن القوة ضد القوة المجردة عن الحق فلذا كانت معركة العقائد والقيم والحقوق والواجبات وكانت معركة المبادئ والأفكار فلذا كثر فيها الرمز وأفعمت بالخصائص والأسرار ولم تكن معركة بين أفراد للغلبة العسكرية بل معركة استشهادية لإثبات مفاهيم قرآنية ونبوية ومعركة استشهادية لإبطال مفاهيم أموية ونفاقية .

على رغم أهمية النهضة الحسينية وعلى رغم كثرة ما كتب فيها فتبقى الحاجة ماسة للكتابة فيها فلا بد من الكتابة بموضوعية وشمولية عن أسبابها من جهة وعن ماهيتها من جهة ثانية وعن أسرارها ورموزها وخصائصها من جهة ثالثة وعن نتائجها وما ترتب عليها من جهة رابعة وعن مواسمها ومراسمها وشعائرها المنصوصة في الأخبار.


وعن وقائعها ومجرياتها من جهة خامسة والجهة الخامسة هي الأساس في الجميع لأن الموضوعية تقتضي البحث عن وقائع النهضة أولاً ثم البحث عن أسبابها وخصائصها وغير ذلك من أمورها.‬

تحميل المقال على صيغة وورد word 

السحر خيال لا واقع له - السيد محمد حسن ترحيني العاملي

محمد حسن ترحيني - 23/04/2010


ان كثيرا من البيوت هدّمت بسبب هذه الممارسات المنحرفة والقائمة على الوهم وليس لها أي نصيب من الحقيقة،
• الملكان «هاروت وماروت» كانا يعلمان الناس طرق إبطال السحر
جاء الإسلام لكي يصل بالعقل الإنساني إلى أعلى كمالاته ولكي يفتح الطريق أمامه حارب بعض الغيبيات المنحرفة الشائعة في المجتمع الإنساني حتى لاتحرف العقل عن جادة الصواب وتعطله عن ممارسة دروه في رسم حياة الإنسان والكون الذي سخر له ومن القضايا التي واجهها الإسلام وكشف زيفها قضايا السحر والشعوذة والكهانة والتي أصبحت متمكنة بعقول كثير من المسلمين ودخلت ضمن ثقافات المجتمع الاسلامي،
حتى أصبح كثير من الناس يعطل حياته وحياة من يرتبط به بسبب إيمانه بالسحر والشعوذة والكهانة، بل ان كثيرا من البيوت هدّمت بسبب هذه الممارسات المنحرفة والقائمة على الوهم وليس لها أي نصيب من الحقيقة، المحقق السيد محمد حسن ترحيني عالج عبر شاشات الفضائيات الاسلامية هذه القضايا وبين زيفها عبر كشف طرق السحرة والشعوذة والمفاهيم الخاطئة التي تفسر بها بعض النصوص الدينية.
السحر هو: صرف الشيء عن حقيقته ظاهراً لا واقعاً يعني يبقى الشيء على واقعيته ويصوّر لك ان الشيء قد تغيّر، او هو اظهار الشيء على خلاف حقيقته الواقعية، والتعريف الثالث: هو عمل تظن العين ان الامر كما تراه ولكنه ليس كما تراه او تصوير الشيء على خلاف صورته او اخذ للعين على نحو الحيلة كل هذه التعاريف مبنية على آية قرآنية قال تعالى فيها { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى }فاذاً ما القوه من حبال وعصي ظلت حبالا وعصيا ما تغيرت.
و قال تعالى في آية اخرى { فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ (فالسحر على العين ليس انه بقلب الواقع) وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }
بناء على ذلك لا يقدر الساحر ان يغيّر الواقع وإلا لو كان قادرا ان يغيّر الواقع لقلب الحمار الى انسان لذا يقول الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه عندما سئل: أفيقدر الساحر ان يجعل الانسان بسحره في صورة الكلب او الحمار او غير ذلك ؟ فقال ابو عبد الله الصادق عليه السلام: هو اعجز من ذلك واضعف من ان يغير خلق الله ان من ابطل ما ركبه الله وصوره وغيره فهو شريك الله في خلقه ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً،ولو قدر الساحر على ما وصفت انه يقدر ان يغيّر الوقائع لدفع عن نفسه هرمه والآفة والامراض ولنفى البياض عن رأسه والفقر عن ساحته.
فمن هنا الساحر لا يمكن له ان يغير، سحرة فرعون كانوا يستفيدون من خواص المواد الكيمياوية هذا ما ورد فكانوا يضعون حبالهم وعصيهم داخل الزئبق مدة من الزمن ثم يظهرونها للناس فتحت تأثير حرارة الشمس ونورها يوحى للمشاهد انها حية تسعى، لماذا ؟ لان الزئبق سائل لماع يتجمد على درجة الاربعين تحت الصفر يغلي على درجة ثلاثمئة وستين فوق الصفر ولا يتغير في الهواء، لعدم حقيقة السحر قال تعالى { أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ }و قال تعالى { فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ } و قال تعالى { إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } . حكم السحر في الشريعة الإسلامية حكمت الشريعة الاسلامية على السحر انه حرام، يحرم تعلمه، يحرم تعليمه، يحرم العمل به و يحرم التكسب به هذا اجماع الفقهاء بالاجماع.
ففي الخبر عن امير المؤمنين (عليه السلام): من تعلم شيئا من السحر قليلا او كثيرا فقد كفر وكان آخر عهده بربه وحده ان يقتل إلا ان يتوب. وفي خبر ثان قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ساحر المسلمين يقتل وساحر الكفار لا يقتل، قيل يا رسول الله لم لا يقتل ساحر الكفار؟ قال لان الشرك اعظم من السحر.
سحر الملكين ببابل
الكلام عن السحر في قصة سليمان في الآية { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} شأن هذين الملكين يرجعنا الى زمان الحضارات ما بين ابراهيم وموسى عليهما السلام هذه الحضارات كانت بفكر بدائي لا يمكن لها ان تصل الى اغراضها الدنيوية من خلال عقولها لذا كانت هناك ضرورة من المولى ان ينزل ملكين يعلمان الناس السحر يعلمان الناس طرق السحر من اجل استعماله لابطال السحر الضار اذا استعمل سحر ضار ضدك يكون عندك حينئذ وسيلة من عالم السحر على قواعد السحر حتى تبطل ضرر السحر حينئذ لذلك كان الملكان يعلمان الناس اصول السحر باعتبارها مقدمة للوصول الى الاغراض الدنيوية لقصور العقل البشري والامر الثاني لتعليم طريقة احباط السحر اذا استخدم ضد اغراض بني البشر.
فهؤلاء الذين كانوا في زمان سليمان اخذوا السحر او اخذوا العلم من الملكين لكن مع وجود التحذير من الملكين بعدم استغلال السحر في طريق الافساد، وانما فقط ان تستعمل السحر لابطال السحر الضار هذا شأن الملكين ، اذا كان كذلك نرجع حينئذ الى الآية القرآنية، فأولاً السحر حينئذ لم يكن سحراً بحسب الآية من اجل العمل به مطلقا وانما السحر من اجل ابطال السحر الضار وهذا جائز حتى في الشرع.
هل السحر له حقيقة ؟ هذا ما بقي عالقا في اذهان الناس الى هذا اليوم وان فيه مسألة التفريق ولكن احالوها الى مسألة الجن وليس الى مسألة السحر اتباع المستفيدين من أوهام الناس اخرجوها من طريقة السحر وجعلوها على مسألة الحروف العلوية، ومسألة الجن، ويعمل لك كتاب محبة ويعمل لك كتاب بغض بدليل يقول لك فيتعلمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه، بالواقع هنا ما يفرقون به بين المرء وزوجه انما هو بالنميمة ليس بالكتابة،
بمجرد ما تذهب عندهم يتم ايقاع من يذهب الى الساحر بقوله لا بكتابه مثلاً يقول للمرأة زوجك يحب عليك بمجرد ما يخبرها بهذا الاخبار بهذه النميمة هي التي تفرّق بين المرء وزوجه وليس الكتاب فما يفرّق هو قولهم وليس عملهم الكتاب لا قيمة على الاطلاق لذلك في الاخبار يقول الإمام الصادق: وما سلط السحر الا على العين فقط. هذا التفريق الذي يقع بالنميمة ولا يقع بفعل الساحر، فاذاً السحر يبقى أمرا ظاهريا لا حقيقة له.



القصة في القرآن الكريم - السيد محمد حسن ترحيني العاملي

القصة في القرآن الكريم
بقلم: السيد محمد حسن الترحيني
- امتازت بعرض المفاصل الأساسية في السير السلوكي الاجتماعي والفردي.
- القصة القرآنية عرضٌ تاريخي جعل الذهنية الإسلامية تتربى على الاعتناء بالماضي المفيد.
- لم يكن القرآن كتاباً قصصياً .. بل استخدم القصة لغرض الهداية الدينية.

بدايةً وكإطلالة على الموضوع نقول إن القرآن طرق باب القصة، فقال تعالى في آيات متعددة حول القصة منها قوله تعالى: «إن الحكم إلا لله يقُصّ‏ُ الحق وهو خير الفاصلين»، لكن باعتبار أن القرآن كتابُ هداية وفقاً لقوله تعالى: «إنّ‏َ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً»، لم يكن القرآن كتاباً قصصياً بل استخدم القصة لغرض الهداية الدينية فلم تكن القصة القرآنية المعروضة في الكتاب من باب الفن للفن لعرض الأسلوب (أسلوب الروائي) والتشويق (تشويق القارئ) وإحكام العقدة والحبكة ومفاجأة الحل وأيضاً لم تكن القصة القرآنية تسجيلاً تاريخياً بحتاً لحوادث ماضية بل كانت القصة القرآنية دائماً تمتاز بالهدف والغرض من إتيانه.
والأغراض في القصة القرآنية ثلاثة: رسالية، تربوية واجتماعية هي أعم من أن تكون فردية سلوكية أو أن تكون جماعية تعالج سلوك الأمم وسلوك المجتمعات.
·       الأغراض الرسالية
1.   إبراز الصلة بين الإسلام وبقية الأديان.
2.   إن أساس الأديان واحد وهو العبودية لله وأن جميع المؤمنين من كل الأديان أمةٌ واحدة.
3.   وسائل وأساليب الأنبياء واحدة كما أنّ‏َ طرق المجابهة من قبل أعدائهم واحدة.
4.   بيان الغايات والأهداف من إرسال الرسل والأنبياء.
·       الأغراض التربوية
1.   تربية الإنسان على الإيمان بالغيب.
2.   تربية الإنسان على الاعتماد على القدرة الإلهية والحكمة الإلهية.
3.   تربية الإنسان على الأخلاق الفاضلة.
·       الأغراض الاجتماعية
1.   سنة انتصار الحق على الباطل.
2.   انتصار الحق لا يكون إلا بعد التعرض للابتلاء وتحمل البأساء والضراء.
3.   سنة عموم الابتلاء والامتحان للتمحيص والتمييز والكمال والتغيير النفسي للجماعة والفرد.
والقرآن لم يستخدم القصة استخداماً كلاسيكياً كما هو المتعارف بين بني البشر بل استخدم القصة بطريقة اعجازية، ليميز القصة السماوية عن القصة الأرضية.
·       هيكلية القصة القرآنية
فالقصة الأرضية هيكليتها قائمة على المدخل والحبك داخل القصة، والحل في النهاية مع دورانها حول أشخاص وأحداث بأسلوبٍ وصفي تعبيري حول موضوع ما من المواضيع الاجتماعية والإنسانية، مع غض النظر سواء كان الموضوع من القيم والمُثل، أو من المفاهيم المنحطة وسواءُ كان الموضوع دخيلاً في حياة الناس أو هامشياً وهذا بخلاف القصة السماوية، فتارة نلاحظ أن المولى يعرض القصة من أولها ثم يتوقف كقصة ادم(ع) (بقية حياة ادم لا يعرضها) وتارةً أخرى من نهايتها كقصة داوود مع جالوت. وتارة يعرض القصة كاملة كقصة يوسف(ع)، وأخرى يعرض بعض حلقاتها كغالب القصص، وذلك لأن المدار على غرض الهداية. والقصة السماوية تدور حول أشخاص وأحداث كان لهم الدخل الأساسي في دفع المجتمع نحو الكمال، كقصص الأنبياء، أو تجلت منهم أبرز صور الصراع النفسي بين الحق والباطل كقصة النبي ادم.وأما الأسلوب الذي اعتمده الكتاب في القصة، فليس أسلوباً وصفياً تعبيرياً بحتاً، ولا عقلياً محضاً، بل مزيج من الأسلوبين، مع إيجاز في عرض القصة (غير مخل) كسورة الفيل أو إطناب غير ممل كسورة يوسف (ع).
وأما الموضوع الذي تعرّضت له القصة القرآنية فهو من الموضوعات الأساسية في سير المجتمع وسير الإنسان.

·       عرض القصة في السورة القرآنية
تارة يعرض المولى جل وعلا قصة واحدة في السورة كقصة يوسف(ع) وأخرى يعرض قصصا متعددة ولكن يسبكها ضمن هدف السورة الأساسي.
وعرض القصة الواحدة تارة يعرضها متفرقة كقصة موسى(ع) في كل سورة يعرض جانباً من قصته وأخرى يشير إلى بعض القصص من دون عرض كقصة إدريس واليسع وذي الكفل وتارة المولى يعرض القصة ملخصة ثم يعرض تفاصيلها كقصة
أصحاب الكهف وأخرى يعرض عاقبة القصة ومغزاها، ثم يبدأ بعرض القصة كقصة موسى(ع) في سورة القصص وثالثة يعرض القصة مباشرة بلا مقدمة.
ورابعة يخفي مغزى القصة ويترك القارئ هو بنفسه يفتش عن مغزاها كقصة الخضر وموسى(ع).
والقصة القرآنية امتازت بالواقعية فأحداثها مطابقة للواقع فلا توجد في القرآن قصة خيالية على الإطلاق وامتازت القصة القرآنية كذلك بعرض المفاصل الأساسية في السير السلوكي الاجتماعي والفردي بعرض العقائد والمفاهيم والأحكام التي تبيّن للإنسان حكمته وعقيدته ونظرته إلى الوجود والحياة مع تربيته وتكميل أخلاقه وإيجاد عبوديته.
ومن هذا العرض نستفيد: أن القصة القرآنية عرضٌ تاريخي جعل الذهنية الإسلامية تتربى على الاعتناء بالماضي المفيد وعلى الاعتناء بما يُسمى بالتاريخ.


المقال في موقع الأديبة خولة القزويني 
تحميل المقال بصيغة بي دي أف