الجمعة، 29 يناير 2016

‫النهضة الحسينية معركة استشهادية لإثبات مفاهيم قرآنية ونبوية - السيد محمد حسن ترحيني العاملي



‫النهضة الحسينية معركة استشهادية لإثبات مفاهيم قرآنية ونبوية


بقلم : العلامة السيد محمد حسن الترحيني

شهادة الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام من أهم الأحداث التي وقعت في القرن الأول الهجري .

وعُبّر عنها في العصور المتأخرة بـ (ثورة الحسين) عليه السلام وهو تعبير ليس من محله لأن الثورة قيامُ لإصلاح حالة سياسية شاذة مع أن شهادة أبي عبدالله عليه السلام قيام لإصلاح مجتمع قد تردّت حالاته الفكرية والسياسية والسلوكية فالأولى تسميتها بالنهضة .

والنهضة الحسينية نهضة معصوم عينه على اللوح المحفوظ وقلبه على صراط المستقيم فلا يشوب نهضته احتمال الأنا ولا احتمال الخطأ ولا احتمال التقصير ولا نزعة التسلط كما في ثورات الكثير من بني البشر.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم هو آخر أهل الكساء المجسّد للإيمان الكامل والعبودية التامة والفضائل الإنسانية والمحاط بدلالة القرآن على طهارته ووجوب محبته وإطاعته ومحاط بدلالة الأخبار النبوية على إمامته مما أضفى على شخصيته قداسة الأنبياء.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم ضد الشخص المجسد للكفر الكامل والفسق والباطل والمجون مع دلالة القرآن على أنه من الشجرة الملعونة ودلالة الأخبار على لعنه .

والنهضة الحسينية نهضة معصوم خرج بنفسه وعياله ونسائه وأطفاله مع قلة الناصر وكثرة المخاذل.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم أشترك فيها العربي والرومي والمولى والأبيض والأسود والرجل والمرأة والوالد والولد والزوج والزوجة والكبير والصغير حتى الرضيع والصحابي والتابعي والمجسد للقيم القرآنية كبُرير وللقيم الإنسانية كزُهير.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم تجلى فيها الكمال البشري القولي والفعلي في وقت واحد مع ان الكمال البشري القولي والفعلي والفكري والنفسي والخلقي والفردي والاجتماعي برز على صعيد الأنبياء في أوقات متفاوتة وعلى يد كل نبي برز جانب ولذا إذا عزفت الإنسانية نشيد الكمال متفرقاً على صعيد الأنبياء في أوقات متعددة فقد عزفت الإنسانية نشيد الكمال موحداً في وقت واحد على يد معصوم واحد فكان النهضة الحسينية.

والنهضة الحسينية نهضة معصوم كان الصراع فيها بين حقٍ مجردٍ عن القوة ضد القوة المجردة عن الحق فلذا كانت معركة العقائد والقيم والحقوق والواجبات وكانت معركة المبادئ والأفكار فلذا كثر فيها الرمز وأفعمت بالخصائص والأسرار ولم تكن معركة بين أفراد للغلبة العسكرية بل معركة استشهادية لإثبات مفاهيم قرآنية ونبوية ومعركة استشهادية لإبطال مفاهيم أموية ونفاقية .

على رغم أهمية النهضة الحسينية وعلى رغم كثرة ما كتب فيها فتبقى الحاجة ماسة للكتابة فيها فلا بد من الكتابة بموضوعية وشمولية عن أسبابها من جهة وعن ماهيتها من جهة ثانية وعن أسرارها ورموزها وخصائصها من جهة ثالثة وعن نتائجها وما ترتب عليها من جهة رابعة وعن مواسمها ومراسمها وشعائرها المنصوصة في الأخبار.


وعن وقائعها ومجرياتها من جهة خامسة والجهة الخامسة هي الأساس في الجميع لأن الموضوعية تقتضي البحث عن وقائع النهضة أولاً ثم البحث عن أسبابها وخصائصها وغير ذلك من أمورها.‬

تحميل المقال على صيغة وورد word 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق